عاكف امير نجم الفريق الاول

يا له من مشهد افتتاحي ناري! منذ اللحظة الأولى لانطلاق "الفريق الأول"، تنغمس في قلب العاصفة. الدخان يملأ الأجواء، أصوات الرصاص تتعالى كصاعقة، وعناصر العمليات الخاصة، نخبة "الفريق الأول"، يقاتلون ببسالة شراسة الذئاب المحاصرة داخل ذلك البيت الملعون في قلب الحارة.

وسط هذا الجحيم، يبرز عاكف وسليم، الصديقان اللذان جمعهما السلاح والوطن. عزيمتهما واحدة لدخول هذا الوكر الآثم وإنقاذ من بداخله. لكن رصاصة غادرة تخترق جسد سليم، لتطيح ببطل وتترك عاكف وحيدًا في مواجهة المجهول.

عيناه تقعان على رسالة ملطخة بالدماء في جيب أحد الإرهابيين القتلى، ومفتاح لغز أسود يبدأ في التشكل في ذهنه. لا وقت للتردد، حياة تُنتزع في الداخل. يقف عاكف على أعتاب الموت المحتمل، يبتلع خوفه ويقرر اقتحام البيت بمفرده، أسدًا هائجًا يزمجر في وجه أعدائه.

في الداخل، تتكشف مأساة أخرى. طفلة صغيرة، عيناها تصرخان بالرعب، أسيرة بين أيدي وحوش لا تعرف الرحمة. ضمير عاكف يصرخ، كيف يقاتل وهؤلاء الوحوش يتخذون براءة الطفولة درعًا؟ يتجمد للحظة، سلاحه مشلول أمام هذا المشهد المؤلم، ويقدم نفسه قربانًا لحماية هذه الروح الصغيرة.

ولكن هنا، تنقلب الحقائق رأسًا على عقب! الظلال تتراقص، والوجوه تكشف عن أقنعتها. الصدمة تهز كيان عاكف وهو يرى الحقيقة المرة: إيليف! تلك التي ظهرت في صفوف الاستخبارات، تلك التي بدت كضحية أخرى للإرهاب، تقف الآن في الجانب الآخر، نظراتها باردة كالثلج، خائنة!

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، الذل يضاف إلى الجرح. يجد عاكف نفسه مكبلًا بالحديد، سلاسل غليظة تلف معصميه، وإيليف تقف أمامه، شريكة جلاديه، السر الذي فتك بفريقه.

السؤال الذي يحرق العقل: لماذا؟ ما الذي حول هذه المرأة التي بدت في صف الحق إلى وحش في صف الباطل؟ ما هي الخيوط الخفية التي ربطتها بهؤلاء الإرهابيين؟

الآن، عاكف ليس فقط أسيرًا، بل هو لغز يمشي على قدمين، قطعة أساسية في لعبة خيانة أكبر بكثير مما تصوره. وإيليف... يا لها من قنبلة موقوتة زرعت في قلب "الفريق الأول".

هذا ليس مجرد تبادل لإطلاق النار، بل هو كشف مؤلم للخيانة، وسقوط مدوٍ للثقة، وبداية لمعركة أخرى، أكثر قسوة ومرارة، مع عدو يرتدي وجهًا مألوفًا!